https://e-fss.univ-mosta.dz/pluginfile.php/41322/course/summary/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A9%2001.pdfالمحاضرة 01: الاختبارات النفسية (كمدخل للمادة التعليمية)

الهدف: الهدف من هذه المحاضرة تعريف الطلبة بمحتوى المادة التعليمية، وتوضيح أهم المفاهيم والمصطلحات ذات العلاقة بالاختبارات والمقاييس النفسية.

1-    تمهيد:

للروائز والاختبارات مكانتها الهامة في الممارسة العيادية أو التربوية، فهي تشكل أدوات أساسية في ممارسة الأخصائي النفسي في عملية الفحص النفساني.

وقد تستخدم الاختبارات بشكل مقنن أو حر أثناء الفحص. في حالة استخدام المقنن فان الأخصائي النفسي يلتزم بالشروط والمبادئ أو التعليمات الموضوعية لتطبيق الاختبار وشروط القياس عموماً.

2-    تعريف الاختبار النفسي:

هناك تعريفات عديدة للروائز النفسية، منها: الرائز النفسي هو مقياس في علم النفس، وهو عبارة عن مجموعة منظمة من المثيرات أعدت لتقيس، بطريقة كمية أو كيفية، بعض العمليات العقلية أو سيمات معينة في الشخصية أو دراسة الشخصية ككل، بمختلف جوانبها الدينامية.

يعرف راي Ray الاختبارات بأنها "وسائل مقننة تثير لدى الفرد ردود فعل أو استجابات يمكن للسيكولوجي أن يسجلها".

ويعرف كرونباك Cronback الاختبار بأنه "طريقة أو عملية منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر".

أما بيشو Pichot يعتبر أن الاختبار هو "وضعية تجريبية مقننة تكون بمثابة مثير لسلوك. ويقيم هذا السلوك بمقارنة إحصائية بسلوك أفراد آخرين وضعوا في الوضعية نفسها، مما يسمح بتصنيف الفرد المفحوص كمياً أو نوعياً" (فيصل عباس، 1996، ص 10)

 

 

3-    الهدف من الاختبارات النفسية:

فالاختبارات النفسية غايتها كشف عن إمكانيات الفرد وديناميكيته، وفي التشخيص والتنبؤ والتوجيه والإرشاد النفسي، وقد استخدمت هذه المقاييس بهدف تحديد شخصية الفرد وسلوكه، قياس وضبط بعض السمات أو الفهم الشامل للجوانب المختلفة للشخصية (فيصل عباس، 1996، ص 11)

4-    أنواع الاختبارات النفسية:

4-1-اختبارات الوظائف الذهنية : تشمل اختبارات الذكاء والاستعدادات الخاصة، والقدرة على التجريد أشهرها اختبار ستانفور-بينيه، واختبار وكسلر.

4-2 -اختبارات الشخصية : تشتمل اختبارات الشخصية عدداً متنوعاً من الاختبارات لقياس خصائص الشخصية. منها اختبارات من نوع الاستبيان أو اختبارات التقرير الذاتي التي تستخدم الورقة والقلم وتكون الإجابة: "نعم – لا" مثل: اختبار مينيسوتا المتعدد العوامل للشخصية MMPI. أو قد تكون الاختبارات من النوع الاسقاطي التي تكون فيه المثيرات فيها أقل تحديداً في بنيانها، أي غامضة ومبهمة مثل: اختبار التداعي الحر، اختبار الروشاخ، اختبار تفهم الموضوع...الخ (فيصل عباس،1996، ص 14)

5-    الخصائص السيكومترية للاختبار الجيد:

5.1-         الصدق:

الصدق هو أن يقيس الاختبار (الأداة) ما وضع لقياسه، ولا يقيس شيء آخر.

 أنواعه: * صدق المحكمين   * الصدق الظاهري   * صدق المحتوى * صدق المحك   * صدق التكوين الفرضي (ليونا، 1983، ص50).

5.2-         الثبات:

 هو أن يعطي الاختبار درجات ثابتة عبر الزمن والأفراد والمحتوى (قيمة الدرجة الحقيقية (الصحيحة) في الدرجة الخام).

أنواعه: * معامل الاستقرار* معامل التكافؤ* معامل الاستقرار والتكافؤ* معامل الاتساق الداخلي (ليونا، 1983، ص55)

5.3-         المعايير والدرجات المشتقة:

 تستخدم في تفسير الدرجات الخام التي يحصل عليها الطالب، وتهدف إلى تحديد مستوى أداء الفرد بالنسبة للمجموعة. ويمكن أن نقوم بعملية اشتقاق الدرجات، أو تحويلها، بطرق عديدة. منها:        

·        معايير طولية: * معايير العمر الزمني* معايير الفرق الدراسية * العمر العقلي * نسبة الذكاء. 

·         معايير مستعرضة: *الرتب المئينية *الدرجات المعيارية *الدرجة المعيارية المعدلة (ليونا، 1983، ص63)

5.4-         الموضوعية (عدم التحيز):

الموضوعية صفة أساسية من صفات الاختبار الجيد يتوقف علها ثباته وصدقه، وتعني إخراج رأي المصحح وحكمه الشخصي من عملية التصحيح، كما تعني أيضا عدم اختلاف درجة المفحوص باختلاف المصححين. الطريقة الناجحة لتقدير قدرة ما عند جماعة من طالبي العمل الجدد هو اختبار موضوعي بالنسبة لأفراد هذه الجماعة، هي أن نجري مجموعة من الدراسات لبحث العلاقة بين درجات الاختبار والأداء في العمل. وعندما تكون معاملات صدق الاختبار عالية في جماعة ما، فان الاختبار يمكن أن يكون أداة مفيدة (ليونا، 1983، ص65).

المراجع المعتمدة:

-       تايلر، ليونا: (1989)، الاختبارات والمقاييس، (ط3)، ترجمة د. سعد عبد الرحمن – محمد عثمان نجاتي، دار الشروق، القاهرة.

-       فيصل عباس: (1996)، الاختبارات النفسية_ تقنياتها وإجراءاتها، دار الفكر العربي، بيروت.

 

المحاضرة 02: الاختبارات الاسقاطية

الهدف من المحاضرة: تحديد مفهوم الاختبارات الاسقاطية، والتعرف على أهم الطرق الاسقاطية، واكتشاف مميزاتها وعيوبها.

1-     تمهيد:

تنوعت الاختبارات النفسية عبر مراحل تطورها، وقد تم تصنيفها وفق العلماء حسب الاجراء والهدف والصيغة التي بنيت عليها، وتعتبر من أهم أنواع الاختبارات النفسية فئة الاختبارات الاسقاطية، التي تقيس جوانب خفية في الشخصية التي يصعب الكشف عنها أثناء المقابلات العيادية، ولما لها من ميزات مختلفة مقارنة مع اختبارات القدرات العقلية، والاختبارات الموضوعية، وهذا ما سنحاول التطرق له في هذا المحور، لفهم مبدا القياس، والأساس النظري الذي اعتمد عليه الباحثين لتكوينها، والتعرف على أهم أنواعها، ومميزاتها، وعيوبها.

2-     تعريف الاسقاط:

الطرق الاسقاطية وسائل غير مباشرة لقياس الشخصية في جوانبها السوية وغير السوية، وتعتمد هذه الطرق على تعددها على مفهوم الإسقاط.

الإسقاط عند "فرويد" (1896) عملية دفاعية لا شعورية يعزو بها الفرد دوافعه وإحساساته ومشاعره إلى الآخرين أو إلى العالم الخارجي. والهدف منها الدفاع ضد القلق والدوافع اللاشعورية، ويترتب عليها خفض التوتر. أما الإسقاط كما يستخدم في الطرق الاسقاطية فيشير إلى منبه غامض غير محدد يقدم إلى الفرد، ويطلب منه تأويله وإعطاء معنى له، وتعكس استجابات المفحوص دوافعه وحاجاته الخاصة ورغباته ونزعاته، ادراكاته وتفسيراته الذاتية (أحمد عبد الخالق، 2008، ص 339).

في سنة (1939) ظهر استعمال جديد للفظ اسقاط عند لورنس.ك. فرانك L.K.Frank عندما وصف بعض الوسائل غير المباشرة في دراسة الشخصية التي تهدف الى الوصول بالفرد الى أن يقدم تقييماً لصفاته دون أن ينتبه الى أنه يقوم بذلك. فالفرد حين تعرض عليه مثيرات غير مشكلة ومبهمة الى حد ما ويطلب اليه أن يستجيب اليه، يسقط على هذه المثيرات المبهمة حاجاته، ونزعاته وتبدو هذه الحاجات والنزعات في صورة استجابات لهذه المثيرات (فيصل عباس، 2001، ص 89).

فالاسقاط هو أن يعكس الانسان مكنوناته الداخلية على الشيء الخارجي، بدلاً من أن يحاول أن يستشف ما فيه. فمن البديهي أن المريض الذي يشاهد صورة، يستطيع أن يعلق على كل ما فيها، فيكشف في تعليقه عن مكنوناته الداخلية، وتعصباته الشخصية وهو حين يفعل ذلك، يعدي مفتاحاً لفهم ما يعافيه، ويكشف عن نفسه النقاب بطريق غير مباشرة (محمود البسيوني، 1983، ص 89)

أما التقمص كما يظهر في الاختبارات الاسقاطية، هو أن يتقمص المريض شخصيته من شخصيات الموقف الخارجي، سواء في تعبيره الشكلي، أو في المسرحية، أو اللعبة، ففي التعبير التشكيلي قد يتقمص الطفل دور طفل آخر يرسمه في الصورة، ذلك لأنه يجد شبهاً كبيراً بينه وبين هذا الطفل (محمود البسيوني، 1983، ص 90).

3-     مميزات الاختبارات الاسقاطية:

1.      أن الموقف المثير الذي يستجيب له الفرد غير متشكل نسبيا وناقص التحديد والانتظام. وبالتالي يقلل من التحكم الشعوري(المقاومة) للفرد في سلوكه بشكل يترتب عليه سهولة الكشف عن شخصيته.

2.      غالبا لا تكون لدى الفرد معرفة عن كيفية تقدير الاستجابات ودلالتها ومن ثم فأن الاستجابات لن تتأثر بالإرادة.

3.      يعطى الفرد حرية التعبير عن أفكاره ومشاعره وانفعالاته ورغباته في تشكيل المادة عبر المتشكلة نسبياً. دون أن تكون هناك إجابات صحيحة وأخرى خاطئة.

4.      الاختبارات الاسقاطية لا تقيس نواحي جزئية أو وحدات مستقلة تتألف منها الشخصية بقدر ما تحاول رسم صورة دينامية كلية للشخصية.

5.      تكشف عن الحالات النفسية الطارئة أو الحديثة الوقوع بالنسبة للفرد والتي تكون قد مرت به قبيل إجراء الاختبار أو وقت إجرائه (فيصل عباس،2001، ص 96).

4-     أسس القياس بالطرق الاسقاطية:

يعتمد القياس بالطرق الاسقاطية على أسس نظرية وعلمية وافتراضات عدة يضعها أصحابها، أهمها ما يلي:

4.1-       ينبع الإطار النظري للطرق الاسقاطية في المقام الأول من التحليل النفسي أو الاتجاه النفسي الدينامي، والممارسة الاكلينيكية التي تؤكد على العمليات اللاشعورية.

4.2-       تمثل نظرية الجشطلت أحد الأسس النظرية للطرق الاسقاطية، وذلك في تركيز الجشطلت على إدراك الكل، وكيف أن الأخير سابق على إدراك الجزء (أحمد عبد الخالق، 2014، ص 340).

5-             أنواع الطرق الاسقاطية:

Ø     اقترح «لندزي " تصنيف الطرق الاسقاطية تبعا لنمط الاستجابة المطلوب من المفحوص إلى خمسة أنواع هي:

5.1-       طرق التداعي: والمنبه فيها كلمة أو جملة أو بقعة حبر، يستجيب لها المفحوص بكلمة أو عبارة أو مدرك، من أمثلتها اختبار تداعي الكلمات واختبار الرورشاخ.

5.2-       طرق التكوين: وتنتج الاستجابة في هذا النوع من نشاط معرفي بنائي إنشائي معقد كأن يكون المفحوص قصة اعتمادا على صورة " اختبار تفهم الموضوع "

5.3-       طرق التكملة: يعطى المفحوص منبها ناقصا غير مكتمل (جملة – قصة) ويطلب منه تكملته كاختبار "ساكس" لتكملة الجمل.

5.4-       طرق الاختيار أو الترتيب: يقدم للمفحوص عدد من المنبهات كالصور أو الجمل ويطلب منه إعادة ترتيبها أو يحدد تفضيلا ته لها ومن أمثلتها اختبار تنظيم الصور واختبار "سوندي"

5.5-       الطرق التعبيرية: مثل اختبارات الرسم بالخطوط أو بالألوان وطرق اللعب والتمثيلية النفسية (السيكو دراما)، ويمكن أن تستخدم هذه الاختبارات في كل من التشخيص والعلاج (أحمد عبد الخالق، 2014، ص 342).

Ø     هناك تقسيمات أخرى قدمها " لورانس فرانك " واتخذ أساسا له نوع الاستجابة التي نحصل عليها من الفرد، وهي خمسة أنواع:

أ‌.       الطرق التكوينية أو التنظيمية: تشكيل مادة مبهمة غامضة وغير متشكلة وإعطائها معنى أو شكلاً، كاختبار الروشاخ.

ب‌.    الطرق البنائية أو الإنشائية: هنا يتطلب من المفحوص تشكيل مادة متشكلة متكونة ذات معنى محدد وخاص ومميز، كاختبار لووينفلد Lowenfeld الموزاييكي (الفسيفسائي) حيث يتطلب من المفحوص أن يرتب الأجزاء المختلفة الألوان والأشكال في صورة نماذج.

ت‌.    الطرق التفسيرية: هنا تقدم للمفحوص موقفا او عملا يستجيب اليه عن طريق القيام بنشاط مبدع يعبر فيه عنه أفكاره ومشاعره، كاختبار تفهم الموضوع للكبار والأطفال.

ث‌.    الطرق التفريغية أو التطهيرية: هذا النوع يعين الفرد على التخفيف والتخلص من الانفعالات، مثلا اللعب العلاجي للأطفال يشتمل على ناحيتي التخلص من الانفعالات والتعبير عنها، والمسرح.

ج‌.     الطرق التحريفية: هنا طريقة استخدام المادة سواء كانت لفظية أو غير لفظية تمدنا بوسيلة للكشف عن شخصية الفرد. لأنه لكل فرد أسلوب لغوي خاص وبنغمة صوتية خاصة وله تعبيرات خاصة. وبالمثل طريقة الكتابة فلكل منا طريقته الخاصة في الكتابة مثلا، الكشف عن الشخصية عن طريق كتابة اليد Graphology (فيصل عباس، 2001، ص 108).

 

 

 

 

6-             عيوب الاختبارات الاسقاطية:

6-1- صعوبة تفسير البيانات واحتمال التحيز في استخلاص الدلالات من استجابات الأفراد.

6-2- صعوبة تقنين البيانات وتصنيفها وتحليلها، والسبب في ذلك هو أنه لا توجد قيود لتحديد استجابة الفرد، وبالتالي فقد تكون استجابات بضعة افراد لنفس المثير (صورة غامضة مثلاً) مختلفة تماماً من حيث المحتوى والشكل، مما يجعل عملية تصنيفها وتحليلها غاية في الصعوبة.

6-3- الصعوبة العملية التي يواجهها الباحث في التطبيق ومنها صعوبة وجود أفراد متعاونين يعبرون عن آرائهم ومشاعرهم بدقة وأمانة.

6-4- صعوبة وجود أخصائيين مدربين يستطيعون اجراء الاختبارات المختلفة، وملاحظة انفعالات الأفراد، وتسجيل استجاباتهم بشكل دقيق، وكذلك تحليلها واستخلاص الدلالات الصحيحة منها (فكري متولي، 2016، ص147).

المراجع المعتمدة:

-       أحمد محمد عبد الخالق، (2014). قياس الشخصية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.

-       فيصل عباس، (2001). الاختبارات الاسقاطية_نظرياتها_تقنياتها_اجراءاتها. الطبعة الأولى، بيروت: دار المنهل اللبناني.

-       فكري لطيف متولي، تقديم ومراجعة، صبحي بن سعيد الحارثي، (2016). دراسة الحالة في علم النفس. الطبعة الأولى، أم القرى: مكتبة الرشد ناشرون.